بعد فترة غياب قصيرة عن الساحة الفنية، عاد الموسيقار المغربي نعمان لحلو ليطل على جمهوره بأغنية جديدة بعنوان “هاد الأرض”، عمل فني يمزج بين الانتماء الوطني والصفاء الروحي، ويجدد من خلاله الفنان العريق رسالته الفنية القائمة على الحب والوفاء للوطن.
كتب كلمات الأغنية الشاعر محمد الباتولي، فيما صاغ لحلو لحناً يفيض دفئاً وشاعرية، منسجماً مع صوته العميق الذي قاد المستمع في رحلة موسيقية عبر جمال المغرب وتاريخه وثقافته. وتعكس الأغنية صورة وطن يحتضن التعدد والجمال في تناغم فريد بين الإنسان والأرض والروح.
ولتحقيق هذه التجربة الفنية المتكاملة، استعان لحلو بفريق مغربي متميز؛ إذ تولى حمزة الغازي التوزيع والتنفيذ، ويونس الخزان توزيع الوتريات، بينما أشرف محمد حدش على المونتاج والغرافيك، ليخرج العمل في صورة فنية راقية تحمل روح المغرب وهويته.
وتتغنى “هاد الأرض” بـجمال الوطن وسموه الروحي، معتبرة إياه “أرض الألطاف الربانية وصوت الأذان العالي”، حيث يردد لحلو بصوته المطمئن أن هذه الأرض محفوظة برعاية الله مهما عصفت بها الرياح. فالأغنية، رغم طابعها الوطني، تتجاوز الحدود الجغرافية لتلامس قيم الإنسانية والإيمان والعمل والمحبة.
وتتجلى براعة النص في اللغة الصادقة والعذبة التي استخدمها الباتولي، المستوحاة من الوجدان الشعبي المغربي، فيما تمنح موسيقى لحلو عمقاً وهدوءاً يوازي مضمون الأغنية، بعيداً عن الصخب والسطحية التي تميز بعض الإنتاجات الحديثة.
بهذا العمل الجديد، يواصل نعمان لحلو مسيرته الفنية الغنية التي خلد فيها أغاني مثل “بلادي يا زين البلدان” و*“شفشاون”* و*“جبال الأطلس”*، محافظاً على الأصالة الفنية والرسالة الهادفة في زمن الإيقاعات السريعة و”الترندات”. وقد لقي “هاد الأرض” تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقه، إذ تجاوز عدد مشاهداته 350 ألف مشاهدة خلال ساعات، في تعبير عن تقدير الجمهور لفنان يغني من عمق الانتماء ويزرع الفخر في القلوب.